الرئيس الألماني يطالب بمواجهة التطرف اليميني داخل بلاده
الرئيس الألماني يطالب بمواجهة التطرف اليميني داخل بلاده
طالب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، باليقظة في مواجهة التطرف اليميني، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين للجريمة الإرهابية لليمين المتطرف التي استهدفت عائلة من أصول تركية، وقامت بحرقها في مدينة زولينغن غربي ألمانيا.
وقال الرئيس الألماني، خلال فعالية تذكارية في مدينة زولينغن: "بوصفي رئيسا اتحاديا، لا يمكنني أن ألتزم الصمت حيال هذه الهجمات"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وعبَّر شتاينماير عن اعتقاده أن المتطرفين اليمينيين والعنصريين جردوا الأفراد من الإنسانية، ونشروا بذلك الخوف والرعب، مطلقًا على هذه الجريمة أنها إرهاب.
وأضاف الرئيس الألماني أن "هذا الإرهاب اليميني مسؤول عن القتلى في زولينغن، وكان هذا الإرهاب اليميني موجودًا قبل حادث زولينغن، وهو موجود بعد زولينغن".
وفي وقت سابق، نددت وزيرة الداخلية الألمانية الحالية نانسي فيزر بفشل الحكومة الألمانية آنذاك في مكافحة التطرف اليميني في أوائل التسعينيات.
وأشارت الوزيرة إلى أن "الحكومة في تلك الفترة لم تتصرف بكل وضوح من أجل إيقاف التطرف اليميني القاتل"، وذلك بعد حوادث الشغب اليمينية المتطرفة في روستوك- ليشتنهاغن، التي استهدفت مكتب الإيواء الرئيسي لطالبي اللجوء، ودارا لعاملين فيتناميين في ربيع 1992، وحوادث الشغب اليمينية المتطرفة في مدينة هويرسفيردا في خريف 1991 على دار لعاملين أجانب ودار للاجئين، والحريق المتعمد على منزلين تقطنهما عائلتان تركيتان في مدينة مولن في خريف 1992 ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 9 بإصابات خطيرة، وقد جاء الهجوم الأخير قبل وقت قصير من هجوم زولينغن.
ورأت فيزر أن الحكومة لم تواجه الكراهية بشيء ولم تضع خطا أحمر.
وأعربت عن اعتقادها أن النقاشات التي جرت آنذاك والمليئة بشعارات مثل "القارب ممتلئ" جاءت على حساب هؤلاء الضحايا، وقالت إن قيادة الحكومة آنذاك كانت تفتقر إلى مواساة الضحايا والتعاطف معهم والاهتمام بهم "ولا يزال هذا الأمر مخزياً للدولة الألمانية حتى اليوم".
ورأت الوزيرة أنه لا يمكن إضافة شيء جديد إلى الدروس المستفادة من هذا الهجوم "وقد تبين لنا اليوم على نحو جلي للغاية أن التطرف اليميني هو الخطر المتطرف الأكبر على ديمقراطيتنا وعلى الناس في بلادنا".
وذكرت فيزر أن عدد جرائم العنف اليمينية المتطرفة التي وقعت في العام الماضي ارتفعت مجددا بنسبة 12% ونوهت إلى أن الهجمات على اللاجئين زادت على نحو خاص، "ولهذا السبب فإننا نتعامل بكل حزم، فالوقاية والحزم هما أساس استراتيجيتي في مواجهة التطرف اليميني، وذلك يستلزم أن تكون هناك على جانبنا أجهزة أمنية شديدة اليقظة وجيدة التجهيز.. كما يستلزم أيضاً بالدرجة الأولى وعلى عكس ما كان في عام 1993 التعاطف مع ضحايا العنف اليميني المتطرف، فالأمر يتعلق ببشر حمايتهم هي أهم واجباتنا".
وفي 29 مايو 1993 لقيت 5 فتيات ونساء أتراك حتفهن عندما أضرم متطرفون يمينيون النار في منزل عائلة جينش، والضحايا هن: سايمي جينش (4 أعوام) وهوليا جينش (9 أعوام) وجولستان أوزتورك (12 عاما) وهاتيس جينش (18 عاما) وجورسون إينس (27 عاما).
وعقب وقت قصير من الجريمة، تم اعتقال 4 متطرفين يمينيين منحدرين من زولينجن تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عاما.. وكان الجناة ينتمون للأوساط اليمينية، وتمت إدانتهم بالقتل عام 1995.
ويعد هذا الهجوم حتى اليوم واحداً من أخطر الجرائم العنصرية في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية.